كتب - طوني حنا
رغم تأكيدات الولايات المتحدة الأمريكية بأنها لن تشارك في رد دولة الاحتلال الإسرائيلية المحتمل على إيران، ومحاولات واشنطن إقناع تل أبيب بعدم الرد والتصعيد في المنطقة، إلا أن التقارير الواردة من واشنطن ترجح قيام إسرائيل برد عسكري وإن كان محدودا على طهران.
وقد أفاد مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية، اليوم، بأن الرد العسكري الإسرائيلي على الضربات الإيرانية سيكون "محدود النطاق".
ونقلت قناة (الحرة) الأمريكية عن المسئول - الذي لم تسمه - القول بأن الولايات المتحدة لديها معلومات استخباراتية بأن إسرائيل تدرس توجيه ضربة محدودة داخل إيران لأنها تشعر أن عليها "الرد بعمل عسكري حركي من نوع ما، بالنظر إلى النطاق غير المسبوق للهجوم الإيراني".
كما قال مسؤول أمريكي لشبكة الجزيرة القطرية، إن "إسرائيل قد تهاجم أهدافا في عمق إيران"، وبحسب قوله، فإن "الرد الإسرائيلي المحتمل لا يهدف إلى تصعيد الوضع، بل إلى جعل طهران تفهم ما هي قدرات إسرائيل"، مشيرا إلى أن إسرائيل لم تعلن عن موعد لهجوم محتمل.
في الوقت نفسه، نقلت شبكة "إن بي سي" عن مسؤولين إسرائيليين كبار قولهم إنه من المحتمل أن يتم تنفيذ الهجوم على إيران "في الإطار الزمني الفوري" لتوجيه رسالة بعد الهجوم، ولكن ليس للتسبب في خسائر بشرية.
وبحسب المسؤول، طلب نتنياهو من الجيش الإسرائيلي إعداد مجموعة من الأهداف في إيران، و كانت الخيارات المطروحة هي قصف منشأة في طهران أو هجوم إلكتروني.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن إسرائيل تقدم نموذجا للتنسيق ضد إيران، إلى جانب ما يصفه المحللون العسكريون بـ "فرصة استراتيجية غير مسبوقة للعودة إلى الساحة الدولية وإصلاح تحالفاتها الإقليمية بعد الحرب ضد حماس".
وأكدوا في الوقت نفسه أن هذه فرصة لا يمكن لإسرائيل أن تضيعها، وإذا أخطأت في تقدير رد الفعل ضد إيران فسوف تتضرر.
وفي وقت سابق من اليوم، دعا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو زعماء المعارضة – يائير لابيد وأفيجدور ليبرمان وجدعون ساعر، إلى مؤتمر أمني غير عادي في كيريا في تل أبيب – ولكن الدعوة ألغيت بسبب إطالة أمد النقاش في مجلس وزراء الحرب.
وفي مناقشة مجلس الوزراء، التي خصصت أيضًا للرد الإسرائيلي ضد إيران، بعثت إسرائيل برسالة إلى الولايات المتحدة مفادها أنه "يجب علينا الرد، لكننا سنفعل ذلك بالتنسيق، ولن نفاجئ الحلفاء"، وفقًا لمصادر مطلعة على الأمر.
في غضون ذلك، قدر مسؤولون أمريكيون في صحيفة "وول ستريت جورنال" أن إسرائيل "من المتوقع أن تهاجم إيران في أقرب وقت ممكن ".
وبشأن ردود الفعل الدولية قال العاهل الأردني الملك عبد الله خلال لقائه الرئيس العراقي إن "ما تشهده المنطقة قد يثير مزيدا من التصعيد ويهدد أمنها واستقرارها"، فيما جددت فرنسا وألمانيا الطلب من مواطنيهما عدم السفر إلى إيران.
وفي الوقت نفسه، أعلن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أنه سيتحدث مع نتنياهو من أجل منع التصعيد، فيما أرسلت إيران مرة أخرى رسالة إلى إسرائيل مفادها: "إذا هاجمت - فسنرد بقوة على إسرائيل".